22 نوفمبر، 2025

الشرق الأوسط نيوز

آخر الأخبار تعرفونها فقط وحصرياً على الشرق الأوسط نيوز موقع اخباري شامل يدور حول العالم

النكد الزوجى هو القاتل الصامت للسعادة الزوجية

النكد الزوجى هو القاتل الصامت للسعادة الزوجية

تقرير-رباب عنان

(النكد) سلوك يأتي في سياق شامل، وينتج عن تصرفات لا شعورية مرتبطة بالصراع على الأدوار بين الرجل والمرأة (غيتي)

أن نكد الزوجات أبقى وأقوى وأشد ضراوة،
فمن الزوجات من يختلقن النكد وتحول حياة زوجها إلى جحيم بسبب الشكوى المستمرة من كل شيء

فمن سوء الأحوال المادية إلى مشكلات الأولاد إلى إهمال الزوج لشؤون بيته إلى أمه التي تحشر أنفها في شؤونهم

وبدلًا من أن يَفتح الزوج الباب ويجد ابتسامة مشرقة ويدًا حانية وصوتًا رقيقًا

يجد وابلًا من الأخبار السيئة ومشكلات الأولاد والجيران والأقارب

القاتل الصامت للسعادة الزوجية٠٠

صمت دائم، وابتسامة مفقودة، وكآبة تلقي بظلالها على كثير من بيوتنا، لتنزع منه روح التواصل والسعادة بين أفراد الأسرة.

إنه النكد الزوجي فهو العدو الأول للحياة الزوجية السعيدة، ويتطلب تحقيق السعادة الزوجية الاحترام المتبادل ومراعاة مشاعر الطرف الآخر

لذلك يجب على كل زوجين في بداية حياتهما الزوجية الاتفاق على مجموعة من القواعد تكتب في شكل وثيقة أو اتفاق

وذلك ليحترم كل شريك شريكه ويشعر بقيمته.

وليكن هناك نوع من الجزاء للمخالف مثل الخصام أو الاعتذار لمن اخطأ في حق الآخر

لكن في النهاية وجود التسامح ضروري لاستمرار الحياة الزوجية.

ومن أشكال النكد التي يعاني منها الزوجان٠٠

إصرار الزوج على عدم ذَهاب زوجتِه لصديقة تحبُّها
أو التوتُّر عند زيارة أُمِّها وأسرتها
أو التضييق عليها عند زيارتهم.

ومنها محاولات الزوجة إبعاده عن أُمِّه، واختلاق المشاكل عند زيارة أصحابه له أو السهر معهم
وإذا كان مُحِبًّا لهواية نغَّصَتْ عليه

لأنها تتصوَّر أن هذه الأشياء تأخُذُه منها، وأنه مِلْكٌ خاصٌّ لها يجب أن يجلس أمامَها وتحت عينيها.

الرجل بطبعه يحبُّ الاستقلال في خصوصياته، خاصة عندما يكون خارج المنزل

فهو يكره عند عودته للبيت أن تستجوبه الزوجة٠٠

أينَ كُنْتَ؟ ومع مَنْ كُنْتَ؟ وإلى أين أنت ذاهب؟ ولماذا لم ترُدَّ على الفون؟

والسؤال هنا ما الصفات التي يتَّصِف بها الشخصُ النكديُّ سواء كان زوجًا أو زوجةً؟

وهل هذه الصفات خارجة عن إرادتهما أو ممكن تغييرها؟

وللجواب على هذا السؤال، نذكر أهمَّ الصفات النكدية ومنها٠٠

النقد الدائم٠٠

يتفنَّن كثيرٌ من الأزواج بتوجيه سهام النقد للطرف الآخر، والانتقاص من قيمته سواء بالكلمة أو بالإشارة، حتى وإن كان المبرِّر غير حقيقي، فقط النقد من أجل النقد.

الألفاظ المؤلمة٠٠

تقول إحدى الزوجات٠٠
شريك حياتي لسانه طويل وجارح، يثور في أي وقت، يصرخ ويعلو صوته، ويتشاجر معي لأتفه الأسباب، وينعتني بأسوأ الألفاظ.

التحقير والاستهزاء٠٠

يقول أحد الأزواج٠٠
دائمًا تُعيِّرني زوجتي بفقري، وبوظيفتي وبشهاداتي وبأسرتي، هذا دَأْبُها في الجد والهزل.

التفسير السيئ٠٠

دائمًا يساورهما الشكُّ وسوءُ الظن، ويعجز عن التماس العذر، لماذا تأخَّر؟
وصوته منخفض، حتى تُفتَقَد الثقة بينهما.

الشعور بالتعاسة٠٠

مع وجود النِّعَم، وفضل الله عليهما؛ إلا أن الشخص التعيس يرى نفسه أقل من غيره وأنه محروم، وياليته عمل كذا وكذا.

كانت تُماضرُ بنت الأصبغ زوجة عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه فيها سُوءُ خُلُقٍ، وقد طلَّقَها مرتين،
فلما مرض عبدالرحمن جرى بينه وبينها شيء، فقال لها:

والله لئن سألتِنِي لأطلقنَّك! فقالت: والله لأسألنَّكَ، فقال: إمَّا لا، فأعْلمِينِي إذا حضْتِ وطَهُرْتِ، فلما حاضَتْ وطهُرَتْ أرسلت إليه تُعلِمُه،

قال: فمَرَّ رسولُها ببعض أهله، فقال: أين تذهب؟ قال: أرسلتني تُماضِر إلى عبدالرحمن أعلمه أنها قد حاضَتْ ثم طَهُرَتْ،

قال: ارجع إليها، فقل لها: لا تفعلي، فوالله ما كان ليرُدَّ قَسَمَه! فقالت: أنا والله لا أرُدُّ قَسَمي! قال: فأعلمه، فطلَّقَها؛

ما هو النكد الزوجي؟

تصف الدكتورة هيرفون في كتابها (النكد الزوجي) مسألة “النكد” بأنه٠٠

التعكير الدائم لصفو الآخر٠٠

وهو تمامًا كالحرب النفسية، وتُرجِع سببَه إلى الفراغ أو سطحية التفكير عند من يختلقه

أو إلى تربية خاطئة خضع لها منذ الصغر
أو محاولة لجذب انتباه الآخر كانتقام منه على تجاهله لشريكه في الحياة مثلا.

وفي المقابل يؤكد الأستاذ أكرم رضا ـالباحث في العلاقات الزوجية والأسرية أن نكد الزوجات أبقى وأقوى وأشد ضراوة

فمن الزوجات من يختلقن النكد وتحول حياة زوجها إلى جحيم بسبب الشكوى المستمرة من كل شيء

فمن سوء الأحوال المادية إلى مشكلات الأولاد إلى إهمال الزوج لشؤون بيته إلى أمه التي تحشر أنفها في شؤونهم

وبدلًا من أن يَفتح الزوج الباب ويجد ابتسامة مشرقة ويدًا حانية وصوتًا رقيقًا

يجد وابلًا من الأخبار السيئة ومشكلات الأولاد والجيران والأقارب

الشخصية النكدية٠٠

يؤكد خبراء النفس أن الشخصية النكدية هي شخصية اكتئابية بالدرجة الأولى

وقد أرجع بعض خبراء النفس إلى أن هذا الاضطراب الذي يصيب بعض السيدات عن غيرهن قد يظهر لدى وجود استعداد وراثي لذلك ويسيطر على أصحاب هذه الشخصية الشعور بالحزن والكآبة.

الزوجة النكدية شخصية كثيرة الشكوى تحب أن تشعر بأنها “مظلومة”

وهذا يفسر تصرفاتها مع زوجها عندما تقوم بتجميع الأحداث اليومية السلبية

سواء كانت في الماضي أو الحاضر في أي زمان ومكان لتؤكد لنفسها ولمن حولها بأنها الضحية المظلومة

الأمر الذي يسبب استياء الزوج من زوجته وهروبه من بيت الزوجية

وتدريجيًا يغيب مفهوم “السكن” لغياب السكينة والراحة عن أجواء البيت.

وقد قسم المرأة النكدية إلى نوعين٠٠

1-شخصية كثيرة الشكوى بطبيعتها.
2-نكدية بعد الزواج٠

هذه المرأة تتغير شخصيتها الطبيعية بعد الزواج، لذا تحتاج إلى البحث عن سبب هذا التغير

ويرجع فقد يكون هناك خلل في العلاقة الزوجية العاطفية أو وجود مشاكل نفسية لا تظهر إلا في صورة نكد

أو نتيجة مشاكل معنوية أو مادية، ومعظم هذه الأسباب يكون للرجل دور رئيسي فيها.

مخ المرأة في قفص الاتهام٠٠

قبل أن تلام المرأة على أنها السبب في تعكير صفو الرجل، يجب أن نقرأ التقرير الطبي لمعهد طبي في كاليفورنيا، الذي قام بتصوير المخ ومقارنة 64 ألف صورة مقطعية

حيث لاحظ الفريق الطبي أن قشرة الفص الأمامي للمخ والمسؤول عن التركيز والتحكم في المزاج الخاص بالمرأة هو أكثر نشاطا من الرجل في عدة مناطق

ما يفسر نظرة المرأة للأمور بحساسية زائدة أكثر مما يراها الرجل

فما تراه المرأة صعبا وشاقا ومقلقا، يراه الرجل عاديا وطبيعيا.

هل “هو” يمكن أن يكون مصدرالنكد؟

على الرغم من أن البعض يتهم الزوجات بأنهن “نكديات” بطبيعتهن

إلا أننا لا نستطيع غض الطرف عن الزوج لأنه أحيانًا يقوم ببعض التصرفات التي تجلب النكد للزوجة ولأهل البيت أيضًا

كأن يصر على عدم ذهاب زوجته لأهلها أو يضيق بأمها وأسرتها وقد ينتقد زوجته وشكلها وتصرفاتها

وقد يفضل السهر بعيدًا عن المنزل ولا يهتم بشؤون أسرته. وغير ذلك من السلوكيات التي ترفضها الزوجة وتضطرها لمقابلة النكد بنكد مثله وهو ما يزيد الأمور اشتعالًا

فهناك من الرجال من لا هم لهم سوى نقد زوجاتهم ونقد أساليب حياتهن وأكلهن بحيث تشعر المرأة أنها غير مرغوب فيها في المنزل أصلا

رغم أنه هو الذي يفتعل النكد أحيانا كثيرة

ويصبح أحيانا مثل الطفل غير قادر على فعل شيء لو تركته زوجته وحده بضع ساعات، ويفشل ربما في تجهيز كوب من الشاي لنفسه.

إذا كانت زوجتك من النوع النكدي، فتوقع أن تصاب بأزمة قلبية مفاجئة، حسبت دراسة بريطانية.

ولئن خصّت الدراسة ان الرجال أكثر من النساء بالمخاطر الصحية للنكد

فليس لأن المرأة قلبها من حديد أو من “فولاذ”، وإنما لأن الدراسة توقعت أن المرأة هي أكثر من يمارس”فعل” النكد على الرجل

فأخضعت الرجال للدراسة قبل النساء.

وتأكيدا لهذه النتيجة، تقول دراسة بريطانية أخرى خضع لها 3 آلاف شخص

أن المرأة تقضي حوالي 8 آلاف دقيقة سنويا في إزعاج زوجها
أي أن الزوج يتلقى 11 ساعة شهريا من “الدروس”النكدية” الإجبارية”٠

من المسؤول؟

وعن الطرف المسؤول عن افتعال النكد، أشارت دراسة سابقة للمركز القومي المصري للبحوث الاجتماعية

شملت 1000 زوجة إلى أن 73% منهن يرجعن سبب نكدهن في المنزل إلى “تكشيرة” الزوج، التي تضفي جوًا من الكآبة على كافة أفراد الأسرة

وأكدت 12% منهن أن جو المرح في الأسرة يعتمد على الزوجين معًا، بينما اعتبرت 6% منهن فقط يعتبرن أن الزوجة هي المسؤولة الأولى عن الحالة المزاجية لأفراد أسرتها

وذلك لقدرتها ودورها في معالجة المشاكل اليومية بذكاء ودراية أكثر من الرجل.

وهنا بعض النصائح للزوج النكدي وللزوجة النكدية٠٠

أقول للزوجة٠٠

توقَّفي عن المحاسبة والمواجهة والمعاتبة والمساءلة والمحاكمة، فالرجل لن يتغيَّر من أجلك
وإنما بحسن تعاملك ولطفك.

مراعاة حال الطرف الآخر، خاصة عند قيامه بعمل متعب وشاق، وتأخير المناقشة والحوار حتى تهدأ النفوس، حتى لا يصل الحال إلى التوتُّر والغضب والانفعال.

عدم إهمال الطرف الآخر بحُجَّة البيت والعمل والتربية، مع مراعاة مطالب الحياة، والإشباع العاطفي

لأن حرمان الطرف الآخر من حقِّه الشرعي يدفعه للبحث عن العاطفة من غيره، أو الوقوع في علاقة عاطفية أخرى.

النكد الزوجي يُسبِّب أمراضًا خطيرة على الزوجين؛ كالقولون والضغط وارتفاع السكر أو انخفاضه والسرطان وغيرها من الأمراض النفسية
مما يقلب حال الأسرة والأولاد إلى تعاسة لا تنتهي.

الابتعاد عن المقارنة بغيره٠٠

فكل شخص له حالته الخاصة، والبعد عن إحراجه أو التشاجُر معه خاصة أمام الأولاد.

وبعيدًا عن الاتهامات وإلقاء كل من الطرفين اللوم على الآخر

يجب على كل من الزوجين في حالة احتدام الخلاف وتصاعده أن يتوصلا إلى حل وسط

وذلك بالمناقشة الهادئة والتعرف على أسباب الخلاف ومحاولة تجنبها من كلا الطرفين

فإن تراكم مشاعر الغضب بين الزوجين وغياب البوح يؤدي إلى تآكل الأحاسيس الطيبة ويقلل من رصيد الذكريات الزوجية الحلوة.

لذا على الزوجين أن يرفعا شكواهما لبعضهما أولًا بأول بكلمات واضحة وصوت مسموع ونبرة ودودة

ومن المهم فتح حوار بين الطرفين حول احتياجات كل طرف من الآخر بلا حياء

والعناد هو أكثر الطرق فاعلية لإشاعة النكد في المنزل، واستمرار الزوجين في العناد معناه عدم النضج.

وأخيرًا فإن العلاقة الزوجية الصحية لا تقبل بدور “الضحية”، فيجب ألا يكون أحد الأطراف دائم الإصرار على رأيه

ولا أن يكون الطرف الآخر دائما متنازلًا عن أفكاره
وذلك لتسود المحبة والمودة البيوت.

وماذا بعد؟

عندما تختفي الابتسامة من وجه زوجتك فإنها ترسل إليك رسالة لتنبهك أنها تحتاجك، فابدأ معها الحوار فورًا.

لا تبادل زوجتك صمتًا بصمت، ولا تجاهلًا بتجاهل.

لا توجه لرفيقة عمرك الكلمات اللاذعة أو الساخرة.

لا تهمل زوجتك وتتشاغل بكل شيء بشكل دائم وتنسى أهم شريك في حياتك “زوجتك”.

المرأة تميل إلى الحديث وتريد من ينصت إليها، فاستمع إلى زوجتك.

والرجل يميل إلى تقديم الحلول فتفهمي طبيعته.

لا يوجد في العلاقات الزوجية قرارات نهائية تستخدم فيها عبارات “لقد رفضت رفضًا قاطعًا” فالتفاهم أصل العلاقة.

للزوجة٠٠

عليك مراعاة حالة زوجك فور عودته للمنزل فلا تبادري بإبلاغه الأخبار السيئة

واختاري الوقت والأسلوب المناسبين لمناقشة الموضوعات.

اهتمي بنفسك بجمالك، بمظهرك، بنظافتك، بصحتك ولا تعيشي في دور الضحية أو المظلومة في البيت فأنت مصدر البهجة والسعادة في حياة الأسرة.

لا تهملي زوجك، واهتمي باحتياجاته الجسدية والعاطفية.

انتهزي لحظات الصفاء وتحدثي إلى زوجك لتقارب وجهات النظر والأفكار في الأمور المختلف عليها.

لا بد أن تقومي بعمل خير أو عمل تطوعي، ولا يكون مركز حياتك الزوج فقط ليكون لك اهتماماتك الخاصة وتشغلي وقتك دائمًا في الطاعة وعمل الخير.

أقول لكل زوج وزوجة٠٠

جَرِّب وجَرِّبي عند الدخول للبيت باستقبال الطرف الآخر بالابتسامة والضَّمِّ والقُبْلة ثم المدح والثناء على البيت والأولاد، ثم انظرا إلى نفسيَّة المقابل بعد ذلك.

وأخيرا احب ان اقول٠٠

ان المرأة النكدية تحتاج إلى علاج نفسي تربوي من شأنه أن يغير نظرتها للأمور

فلا تستفزها المواقف الطارئة، ولا تقلقها تصرفات زوجها المريب.

والعلاج النفسي مهمته أن يعلّم المرأة كيف تفتح قنوات للحوار مع الرجل، بدل أن تفتح “رشاشا” من الكلمات المستفزة٠

ومطلوب من الرجل أيضا أن يساهم في حل هذه المشكلة.

فإذا كان يريد أن يتخلص من هذه الصفة التي يكرهها في زوجته، عليه أن يفتش خلف هذا السلوك

فلعله السبب فيه، وإلا عليه أن يتغافل عنه إلى أن تهدئ الزوجة وتعبّر عما يثير قلقها.

وليس من العدل أن يركّز الرجل على التصرفات السيئة لزوجته، ويغفل عن خصالها الطيبة، فذلك من شأنه أن يعقّد الأمور بينهما أكثر.

فلكل امرأة جانب مضيء في حياتها يجب أن يذكّر به الرجل نفسه

ويكفي أن دراسة أمريكية أثبتت أن المرأة تبتسم في اليوم بمعدل 62 مرة، مقابل 8 ابتسامات للرجل.

أسأل الله أن يُصلِح الشباب والفتيات، وأن يجمع بين قلوب المتزوِّجين والمتزوِّجات على طاعة الله والحُبِّ والتواصُل السليم

وأن يخرج مِنْ تحت أيديهم من يعْبُد الله على الحق
وأن يجعل أولادهم لَبِناتِ خيرٍ على المجتمع والوطن، وصلَّى الله على سيِّدنا محمد.