متابعة – أيمن بحر
النظام السورى يسعى للعودة للحضن العربى على الرغم من إتضطهاد شعبه داخلياً السعادة مسروقة لكل معارض. إختفاء الذاكرة لنسيان الألم. التوجه للأمم المتحدة لعائلات فى المنفى.
خبراء: الإمارات تمهّد الطريق لعودة سوريا الى الحضن العربى
بعد عقد من إنقطاع العلاقات مع غالبية الدول العربية، الأسد يزور الإمارات، فى خطوة ستمهد لعودة سوريا الى الحضن العربي ويساعد أبوظبى على الظهور كـ صانعة قرار وفق محللين، لكن ما موقف واشنطن، وهل لحرب أوكرانيا علاقة بذلك؟ الإمارات هى أول دولة عربية يزورها الأسد منذ 11 عاما.
بعد أكثر من 11 عاماً من إنقطاع الروابط بين دمشق والعالم العربى تمهّد الإمارات العربية المتحدة من خلال إستقبالها الرئيس السورى بشار الأسد فى زيارة مفاجئة الجمعة لعودة بلاده الى الحُضن العربى، وفق ما يرى محللون.
وهى أول زيارة للأسد الى بلد عربى منذ إندلاع النزاع فى بلاده عام 2011 متسبباً بسقوط حوالى نصف مليون قتيل وبنزوح ملايين الاشخاص.
وقطعت الإمارات وباقى دول الخليج (بإستثناء عُمان) ومعظم الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق فى شباط/فبراير 2012 تزامناً مع تعليق جامعة الدول العربية عضوية سوريا، بعد قمع موجات الإحتجاجات الغاضبة والتظاهرات المطالبة بالديمقراطية والحرية عام2011 ما جرّ البلاد الى حرب مدمّرة ونزاع دامٍ تنوعت أطرافه والجهات الداعمة له.
ودعمت دول الخليج، بينها الإمارات حليفة الولايات المتحدة في المنطقة المعارضة السورية بأطيافها المختلفة فى حراكها ضد نظام الرئيس الأسد.
لكن فى نهاية عام 2018 أعادت أبو ظبى فتح سفارتها فى دمشق، فيما لا تزال مسألة عودة سوريا الى الجامعة العربية موضوع خلاف.
يتزامن ذلك مع إعلان البحرين التى أغلقت بعثتها الدبلوماسية فى دمشق فى آذار/مارس 2012 إستمرار العمل فى سفارتها فى سوريا، فى إشارة الى نيتها إعادة فتحها.
وفى تشرين الثانى/نوفمبر الماضى التقى وزير الخارجية الإماراتي الأسد فى دمشق فى أول زيارة لمسئول إماراتى رفيع الى سوريا منذ بدء النزاع. وأثارت هذه الخطوة تنديدات أميركية بجهود تطبيع العلاقات مع رئيس تصفه واشنطن بأنه دكتاتور.
فى 16 تشرين الثانى/نوفمبر 1970 نفّذ حافظ الأسد الذى كان يتولّى منصب وزير الدفاع إنقلاباً عسكرياً عُرف بـالحركة التصحيحية وأطاح برئيس الجمهورية حينها نور الدين الأتاسى. فى 12 آذار/مارس 1971، إنتخب الأسد الذى كان يترأس حزب البعث العربى الإشتراكى رئيساً للجمهورية ضمن إنتخابات لم ينافسه فيها أى مرشح آخر. وكان أول رئيس للبلاد من الطائفة العلوية التى تشكل عشرة فى المائة من تعداد السكان.
ويقول الأستاذ فى جامعة الكويت بدر السيف لوكالة فرانس برس ترى الإمارات العربية المتحدة نفسها قائدة للعالم العربى وتأمل بأن تتبع بقية الدول خطاها مشيراً الى أنه يمكننا أن نفهم إستقبالها للرئيس السورى بشار الأسد فى هذا السياق.
وقال سيف إن الإمارات ضغطت بإتجاه عودة سوريا للجامعة العربية بغض النظر عن دور النظام فى مقتل وتهجير الكثير من السوريين.
من جانبه، يوضح الباحث فى معهد نيولاينز نيكولاس هيراس لوكالة فرانس برس أن الإمارات تسعى لأن تكون صانعة قرار فى الشرق الأوسط وأبعد من ذلك فى أوراسيا، ويشمل ذلك أن تلجأ اليها كل أطراف النزاع بإعتبارها موضع ثقة.
وتحاول أبو ظبلا من خلال هذا الدور الإنفتاح على حكومات المنطقة تزامناً مع تراجع دور الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط وإعادة تركيز إهتمامها على آسيا.
وتعقّد النزاع السورى مع تعدّد الأطراف الدولية المتداخلة فيه ولعبت موسكو بتدخلها العسكرى المباشر فى 2015 الدور الأبرز فى ترجيح الكفة لصالح قوات النظام بعدما كانت خسرت مناطق واسعة خلال سنوات الحرب الأولى.
فى المقابل، تدعم الولايات المتحدة فى شمال شرق البلاد قوات سوريا الديمقراطية التى يشكل الأكراد عمودها الفقرى.
ويُضيف هيراس أن الأسد حليف أساسي لموسكو ويرى الإماراتيون فى ذلك فرصة للتفاوض على واقع جديد فى الشرق الأوسط يُساهم فى إستقرار المنطقة لأن الأسد ربح فى حربه الأهلية وهناك قوة نووية تدعمه بشكل كامل.
وتأتى زيارة الأسد الى الإمارات بعد أيام قليلة من زيارة وزير الخارجية الإماراتى الى موسكو حيث التقى نظيره الروسى فى وقت تواصل القوات الروسية غزوها لأوكرانيا منذ 24 شباط/فبراير.
ويعتبرُ هذا الدفء فى العلاقة مع دمشق، إنتصاراً دبلوماسياً صغيراً لموسكو، حيث إستقبلت أبو ظبى واحداً من الرؤساء القلائل الذين يدعمون الغزو الروسى لأوكرانيا.
وتجنّبت السعودية والإمارات، وهما من أكبر مصدرى النفط الخام فى العالم وتربطهما علاقات قوية مع الغرب وموسكو، إتخاذ موقف ضد روسيا حتى الآن.
ويرى هيراس أن الإمارات تنظر الى روسيا على أنها لاعب مهم في الشرق الأوسط لسنوات قادمة، وقوة خارجية يمكن التكهن بسياساتها بشكل أكبر من الولايات المتحدة. وأضاف أن أبو ظبى لم تعد ترغب بالمساهمة فى “الجهود الأميركية الرامية للحفاظ على إجماع دولى بعدم التطبيع مع الأسد.
وقال المتحدث بإسم وزارة الخارجية الأميركى نيد برايس السبت فى بيان نشعر بخيبة أمل عميقة وبقلق بسبب هذه المحاولة الواضحة لشرعنة بشار الأسد. وأضاف برايس نحضّ الدول التى تعتزم إجراء حوار مع نظام الأسد على النظر بجديّة الى الفظائع التى إرتكبها النظام.
لكن بدر السيف أشار فى المقابل الى أن واشنطن دعت فى الوقت نفسه حلفاءها فى المنطقة الى تحمّل المزيد من المسئولية عن شئونهم الأمنية.
وقال إن الإمارات العربية تشارك فى ذلك بالضبط ما يعنى أنه لن يكون هنالك توافق دائم مع الولايات المتحدة حيث تسعى كل دولة لتحقيق مصالحها. ورأى أن العلاقات الإماراتية الأميركية لن تتأثر سلباً جراء هذه الزيارة.
من جانب آخر يرى مدير مركز دمشق للدراسات الإستراتيجية بسام أبو عبد الله أنه لا يمكن النظر للمسألة السورية كما كان الأمر قبل 11 عاماً. ودفعت بعض الدول لإعادة التموضع وتقييم المسألة السورية بنظرة جديدة.
وفى بلد يعيش فيه ما لا يقل عن تسعين فى المائة من سكانه تحت خطّ الفقر ونزح وتشرّد أكثر من نصف سكانه ودُمّرت بنيته
التحتية تطمح دمشق أيضاً عبر إعادة الدفء لعلاقاتها مع دول المنطقة الى إعادة إعمار البلاد التى مزّقتها الحرب. ويقول أبو عبد الله سوريا تواجه تحديات إقتصادية كبيرة جدا وتحتاج لوقوف دول عربية معها.





More Stories
تضامن دولي يتجدد… والضمير العالمي يطالب بتحويله إلى سياسات تحمي حقوق الفلسطينيين
خطوة جديدة على طريق التآخي والتسامح بين الشعوب والأديان في سوريا
انتخاب السعودية لعضوية مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية